مشاكل الأخوة ..إيجابيات خفية

مشاكل الأخوة ..إيجابيات خفية


من قبل هنربي ولادنا صح‏ ·

بسم الله الرحمان الرحيم



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



حينما يتشاجر الأخوان فهناك أسباب و نتائج

ابحثي الأسباب لتحصلي على نتائج ايجابية.... و لا تحزني لذلك لأنه درس
يومي مجاني ليكسبهما بعض فنون التعامل مع الآخرين..لن نقول بأنه مجاني
تماما لأن الثمن غالبا يدفع من أعصابك... لكن من وقت لآخر طمئني نفسك بأن
ما يحدث هو شيء مفيد و ضروري لنمو أبنائك العقلي و النفسي و الجسدي في بعض
الأحيان (عضلات و فنون قتال ) ... اهدئي لأن العصبية لن تفيدك ..بل
ستخرجك عن الإطار المطلوب منك التواجد فيه ..و هو التحكيم بين الطرفين بعقل
و حكمة.



لماذا تشاجرا ؟؟ أحيانا الشجار يكون من باب فرض الرأي او اثبات الوجود
.. كأن يفرض أحدهما تغيير مكان نومه على أخته او أخيه فجأة .. أو تغيير
مكان او اسلوب لعبه بما يعكر صفو الآخر و يضطره للتحرك و هو غير مستعد او
راغب في ذلك..عليك أن تقنني الأنانية عن الطرف و تدفعي السلبية عن الآخر و
تعلميه حسن التصرف و التمسك بحقه



و في أحيان أخرى و حينما يكون الدافع هو مصلحة أحدهما في التغيير ..فعليك التوفيق بينهما و اقناعهما ان اليوم لك و الآخر لأخيك





في بعض الأحيان لا تجدي دافعا واضحا للشجار ..و ابشرك بأنه أحيانا يكون ناتج عن حب عميق على عكس ما يرى بعض الآباء...



فالطفل حينما يشارك اخوته اللعب يشعر بدوره و وجوده ..و ستلاحظي ذلك إن
قارنتي بين طفلك الأول حينما كان وحيدا كم كان مستكينا و مسالما لأنه ما من
شيء ليدفعه إلى الحركة ..فهو موجود بالنسبة لك و يحظى باهتمام والديه وليس
هناك من شيء يحتاج لفعله لكي يجتذب المزيد من الاهتمام ..فهو يعلم جيدا
ان ابتسامته و بعض حركاته البسيطة تلقى منكما الكثير من التشجيع و
الإعجاب..الطفل الثاني و من يلوه تجديهم مختلفين لأن هناك شخص محوري لا
ينتبه له في الكثير من الأحيان ..و له حياته المستقلة نسبيا و له خصوصياته
..مما يدفع التالي له إلى اقتحام هذه الخصوصية ليجذب انتباهه و يحظى ببعض
المشاركة التي و إن كانت عنيفة أحيانا فإنها لكلاهما ممتعة..و كأن الأصغر
يخبر من يكبره "أنا هنا ..لا تنشغل عني كثيرا!"



لماذا لا يفعل الصغير معك مثلما يفعل مع أخيه؟؟؟؟

لأن الأخ الأكبر منه يعد عنصرا نشطا و فعال ..و له من الامكانيات و
المهارات ما لا تملكينه انت ولا أبيه ..و يشاركه بعض الدعابات التي تشعره
هو الآخر بوجوده و تلقى منه استحسانا كبيرا..فعلى الأقل هو يشجعه على ما
تعنفينه أنت عليه أحيانا ... أليس هناك بعض الجرائم المشتركة؟؟!!!



بالرغم من خطورة تلك الأفعال ، إلا أنها توطد الصلة بينهما ..و لا تضجري
كثيرا .. فهي في الحقيقة لحظات جميلة تطبع في ألبوم ذكرياتهما ..





الطفل الأول يبدأ في الشعور بالثقة و الاعتزاز بمكانته كأخ كبير ..فلا
تضيعي فرصتك في استغلال ذلك لتشعريه بقليل من المسؤلية مقابل هذا الدور
...علميه كيفية مساعدة أخوته و اثني عليه ..لكن دونما الكثير من العبء...
ازرعي لدى الأسرة حس الأخ الأكبر ... هذا الفعل له دور كبير في تقوية رابطة
الأسرة..

(و حاولي باللغة البسيطة انك ماتكسريش كلمة ابنك الكبير لما تكون صح)



الهدف من ذلك هو ان تزرعي بين أبنائك دعائم قوية تربطهم في حياتهم
المستقبلية إن شاء الله ... فبوجود الأبوين لا تقلقي على الروابط كثيرا
..لكن بعد ذلك يبدأ هذا العقد الجميل في الانفراط .. فقوي حباله ليتماسك
لأطول فترة ممكنة إن شاء الله ..و الدعاء هو سلاحك أبدا و دائما





حفظكن الله