خطر معاصي القلوب
إن المعاصي الباطنة أخطر من المعاصي الظاهرة؛ لأنها تتعلق بالقلب .. فعليكِ أن تدركي ذلك جيدًا وتسعي جاهدة لإصلاح باطنك ..
وإليكِ الدلائل على مدى خطورة معاصي القلوب:
أولاً:
فساد القلب يترتب عليه فساد سائر الجسد .. قال رسول الله ".. ألا وإن في
الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي
القلب" [متفق عليه]
فلو أطعتي الرحمن بقلبك، ستوفقي لطاعات في الظاهر
.. أما لو عصيتيه بقلبك، فسيترتب على ذلك أن تتعثري في الطريق وتعاني من
التشتت والتردد ..
فمعصية قلبك هي سبب عدم استقامتك على الطريق .. عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله "إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا أموالكم،
ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" [رواه مسلم]
ثانيًا: الذنوب الظــاهرة سببها الذنوب البــــاطنة ..
فأي معصية ظاهرة تقعي فيها، سببها آفة مُترسخة داخل القلب ..
فالحسد
هو الذي أوقع اليهود في الكفر بملة محمد .. يقول تعالى {وَدَّ كَثِيرٌ
مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ
كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ
لَهُمُ الْحَقُّ ..} [البقرة: 109]
والكبر جعل فرعون وملأه يكفرون
بدعوة موسى عليه السلام .. يقول الله عزَّ وجلَّ {وَجَحَدُوا بِهَا
وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ
كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} [النمل: 14]
وحتى ذنوب الشهوات كإطلاق
البصر، سببها القلب .. يقول تعالى {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ
أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ
اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30] .. فالخبير: هو المطلع
على سرائر الأمور وخفاياها سبحانه وتعالى .. مما يدل على إن إطلاق البصر
أصله آفة باطنة في القلب، وحينما زاغ القلب زاغت العين.
فطالما القلب من داخله خراب، سيجر صاحبه إلى جميع أنواع المعاصي!
لام دينا