في التحرير بعد صلاة الفجر امس في ليلة كاملة من الاشتباكات مع
"بلطجية النظام"
حيرتني الفجوة ما بين "ميدان التحرير" و "غير التحرير"
"لماذا الانفصال؟"
""لماذا لا ترضيهم تنازلات الاستاذ \محمد حسني؟""
في حين انها ترضيك و تراها كافية
و الحمد لله الذي هداني لاجابة السؤال
و الاجابة خمسة اشياء لو نظرت لها و تاملت معي الفرق فيها ما بين "عندهم و عندك"
لفكرت كثيرا قبل ان تعتقد في استمرار الثورة من عدمها
.........................................................
الاخبار(1:عندهم...هم في قلب الحدث يرون و يسمعون الحقيقة بل يصنعونها احيانا
عندك...تسمع نشرات الاخبار و تحليل المحللين في التليفزيون او النت
و من سماعي لها و و جودي هناك معا "60% منها علي الاقل "
كذب بواح له قرنين
...............................................................
الصحبة(2:عندهم...تجد من كل شرائح الشعب قوم يتحملون المشاق و المخاطر و الصعاب لاحقاق الحق "في ظنهم" و هم سعيدون و كلهم امل
عندك...بابا و ماما يريدون انهاء الازمة
و اصحابك الذين ملوا من الجلوس تحت المنزل و عدم العمل
و الجميع كلامه من التليفزيون
............................................................
التضحية المبذولة(3:عندهم..جوع , شمس نهارا , برد ليلا , هتاف مرهق, جلوس علي الرصيف , نوم علي الاسفلت , مخاطرة بالحياة , مواجهة بلطجية
عندك..قصر وقتك علي الاخبار المقلقة,المشاهد المفزعة عنهم , قلق من الحرامي , عدم نزول الشارع للبنات , نقص العيش , الغلاء
............................................................
4)الهدف قصير المدي (4:عندهم...ضمان خلاص مصر .. فاحلامهم البعيدة اصلا لمصر و الله تذرف لها الدموع
عندك...عودة الحياة للشارع,رفع حظر التجول,تجربة الحكومة الجديدة,الامن و الاكل للبيت
...............................................................
الشخصيات(5:عندهم..مندفعين متحمسين معاندين نشطين
"لا اقصد فيهم مدحا او ذما"
عندك...ناقدين محللين متمهلين متعقلين منظرين
"و لا اقصد فيهم مدحا او ذما"
.............................................
تريد ان تعلم لماذا لا ترضيهم تنازلات الاستاذ \ محمد حسني؟
في حين انها ترضيك انت او لا ترضيك قليلا
لان ما يبذلون ليس كما تبذل انت "....سامحني لصراحتي"
فما يكلفهم هناك لا تعادله تنازلاته
لكنها تعدل ما تقدمه انت لذا ..انت راضي و هم ساخطون
فهمتني؟
الان عرفت لماذا من في التحرير لا يفهمون ما تفهمه انت في البيت
فلا تعجب اخي من "هؤلاء" في التحرير ان كانوا ليسوا مثلك
فانت لست مثلهم كذلك
لا شخصيتك كشخصياتهم ابدا
و لا من حولك كمن حولهم
و لا الاكاذيب التي تسمعها هم يسمعونها بالمرة
و هدفهم الذي ينامون له علي الاسفلت الصقيع
كهدفك الذي تنام له دافئا مستغرقا علي السرير
ولا تسبهم فهم لا يسبونك
ولا تتمني قتلهم فهم معتصمون ظنا منهم انه لحياتهم و حياتك
و اعلم ان فيهم علماء و مشايخ و الله ان المسلم ليحتسب بموته هناك الدفاع عنهم
و مرافقتهم و منع اسلامهم للحكومة
و اعلم ان الله سيسآلك عن كل ما تقول و تفعل
و يسآلي كذلك فادعو الله لي ولك