من تحليل الكاتب البريطانى فيسك
فيسك: الاطاحة بجمال هي رحيل لمبارك الخطأ
الروائي الكولومبي العظيم جابرييل جارسيا ماركيز الحائز على جائزة نوبل في الأدب قد أوضح في روايته الشهيرة "خريف البطريرك" المراحل الأربعة التي يمر بها الديكتاتور عندما يتعرض لتهديد مباشر موضحا ان مبارك الأن في
طريقه الى المرحلة النهائية.
المرحلة الأولى :
هي ان الديكتاتور في ايام مجده و جبروته يحس بأنه بطل قومي
والمرحلة الثانية :انه مع ظهور التمرد ضده يظل قانعا ان من وراء هذا التمرد تقف اجندات خارجية ومؤامرات تحاك ضده و المرحلة الثالثة :هو انه يبدأ في تقديم تنازلات تحت وطأة الضغط الشعبي و لكنه يفعل كل شيء الا ما تريده الجماهير الغاضبة و يكون خطيرا جدا في هذه المرحلة .
ثم تبدأ المرحلة الرابعة اذا استمر الضغط عليه: و هو الاذعان لمطالب الشعب والرحيل.
وأشار الى أن مقابلة مبارك مع الاعلامية الامريكية الشهيرة كريستيان امانبور والتي ذكر فيها انه سأم الرئاسة و انه لا يريد ان يبقى رئيسا لكنه يخاف على البلاد من الفوضى هي أقوى اشارة على أن المرحلة الرابعة والأخيرة لمبارك قد بدأت بالفعل.
وذهب فيسك الى أن البلطجية الذين تسببوا في اليوم الدامي الذي تلا الخطاب العاطفي لمبارك يعملون بشكل مباشر بأوامر من وزير الداخلية المعين لتوه في الحكومة الجديدة
كما انه وبعد تعهدات الحكومة بالحفاظ على أمن المتظاهرين وانها لا دخل لها فيما حدث من بلطجة فان العديدين قتلوا بالرصاص الحي في ميدان التحرير كما قبض على العشرات من المتظاهرين و الناشطين الحقوقيين الذين كانوا يستقصون الحقيقة وراء القبض على واعتقال 600 متظاهر حتى الان.
وقال فيسك ان مبارك كان على علم بكل الفظائع و الجرائم الوحشية التي كانت ترتكب في عهده لأنه على مدار الثلاثين سنة الماضية كان سفراء أمريكا في مصر يبلغونه بكل تلك الفظائع
حيث كان احيانا يبدي انه مذهول و يشعر بالمفاجأة ازاء ما يرتكبه زبانية التعذيب البوليسي لكنه لا يفعل شيئا حيال تلك الجرائم لتبقى مستمرة.
ووصف فيسك الاخوان المسلمين بأنهم قوة حقيقية لها جذور في الشارع المصري وان لديهم كامل الحق في ان يمثلوا في المجالس النيابية عن طريق انتخابات حرة وأدان مسلك نظام مبارك في اتخاذ الاخوان كفزاعة لتخويف الغرب وايقافهم عن انتقاد سياسته القمعية وهو الطعم الدي ابتلعه الغرب بإرادتهم في حين انهم في حقيقة الامر لا يعرفون شيئا حقيقيا عن جماعة الاخوان المسلمين.