الرجل الصالح والكلب
-----------------------
كان رجلا مسافرا في الصحراء في يوم شديد الحرارة.
والشمس ترسل أشعتها الملتهبة على الرمال.
انتهى كل ما مع الرجل من ماء، وأحس بالعطش الشديد، سار الرجل يمينا وشمالا يبحث عن الماء بلا فائدة
شعر الرجل بالتعب فاستراح بعض الوقت، ثم واصل سيره يبحث عن الماء.
وجدالرجل في طريقه بئرا.. فرح الرجل وقال لنفسه:الحمد لله، أخيرا وجدت الماء.
كدت اموت من العطش في هذا الجو الحارّ، شكرا لله لا ينسى عباده!.
نظر الرجل في البئر، فوجدها عميقة، ووجد الماء بعيدا، وليس هناك دلو ولا حبل.
نزل الرجل إلى قاع البئر، وراح يشرب ويشرب حتى ارتوى، حمد الرجل ربّه، وخرج من البئر ليستعد للسّفر من جديد.
التفت الرجل فوجد كلبا يلهث من التعب والعطش ويزحف على الأرض، يأكل التراب المبتل الذي حول البئر من شدّة العطش.
قال الرجل لنفسه:هذا الكلب المسكين يشعرالآن بما كنت أشعر به من عطش منذ لحظات
ولا شك انه يتألم كما كنت اتألم، لا بد ان اسقيه وأنقذه من الموت.
بحث الرجل عن إناء يملؤه ماء فلم يجد. احتار الرجل ماذا يفعل؟
وفكّر بسرعة، أخيرا جاءته فكرة، خلع الرجل خفه ونزل إلى البئر مرة اخرى.
ملأ الرجل خفه بالماء، وخرج بسرعة، شاهد الكلب الرجل يحمل الخف المملوء بالماء فتحرّك نحوه.
أمسك الرجل الخف وقربه من فم الكلب حتى يشرب.
هذه قصة من حديث صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم
قال صلى الله عليه وسلم:
" بينما رجل يمشي بطريق ، اشتد عليه العطش ، فوجد بئرا فنزل فيها ، فشرب ثم خرج ،
فإذا كلب يلهث ، يأكل الثرى من العطش ، فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي ،
فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ، فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له .
قالوا : يا رسول الله ، وإن لنا في البهائم أجرا ؟ فقال : في كل ذات كبد رطبة أجر"
علموا أطفالكم الرفق بالحيوان من سيرة رسولنا الكريم