المراءه المعجزه

همس النواعم

المرأة المعجزة تنصح النســـاء



أخذت تشتكى لى كآبتها وضيق صدرها وأن حياتها لا طعم لها

فتلفت حولى وأنا فى ضيافتها واذا بها تسكن قصرا فارها وحياة رغدة

لها زوج محترم وأبناء فى أرقى المدارس .. حينما تمشى كأنها الطاووس تيها ودلالا

لكنها كالعمياء البكماء الصماء لا ترى جمال الحياة ولا تسمع صوت الحب ولا تعبر عما بداخلها من عاطفة أشفقت عليها رغم الدنيا التى ترفل فى زخرفها وبهرجها ,


وتذكرت العبقرية (( هيلين كلير )) التى قهرت ظلمات ثلاثا وشقت طريقها الوعر بارادة صلبة , فهى لم تكن الا فتاة صماء عمياء وبكماء ومع ذلك فقد بلغت من الاهمية أن قال عنها الأديب الأمريكى (مارك مارتن ) من أهم شخصيتين فى القرن العشرين على الأطلاق هما : نابليون بونا برت وهيلين كلير


فقد ظلت الى يومنا الحالى مصدر الهام الكثيرين , لكن هذه المرأة حجة على النساء فى فلسفتها ونهجها فى الحياة

فقد تحدت الاعاقة والظلام وشقت لها طريق الأمل فكانت أسعد امرأة

فهى المعجزة فى العلم والأدب واللغة , فقد قالو عنها انها تمتاز بروح مرحة .

تلك العمياء الخرساء الصماء لا تعدم البهجة والاحساس بالجمال فى هذه الحياة وهى تنتقد فى كتاباتها الكثيرة أقرانها المبصرين , لأنهم لا يستغلون حواسهم التى وهبها اياهم البارى خير استغلال , ولا يسخرونها للاستمتاع بجمال الطبيعة من حولهم .

ولهيلين رؤيا فى السعادة اذ تقول : ان السعادة تنبع من داخل الانسان بغض النظر عن ظروفه ومعظم الناس يقيسون السعادة بمقياس المتعة الجسدية والممتلكات المادية


وفى الحقيقة تأتى السعادة من العمق , من العقيدة اذا كانت متغلغلة فى فكرى بحيث أصبحت فلسفة حياة بأختصار هى التفاؤل وعن طريق الاحتكاك بالشر فقط استطعت ان اشعر بجمال الحقيقة والحب والخير .



وتقول : أستطيع أن اجذم بأن الصراع الذى يحتمه الشر هو أعظم النعم فهو يحولنا الى أشخاص أقوياء صبورين محبين للخير, ويمنحنا نظرة ثاقبة الى حقيقة الاشياى ويعلمنا أن هذا العالم رغم أنه مليء بأنواع المعاناة فهو أيضا يمتليء بنماذج الانتصار وقهر الألم .


انظروا ...!
امرأة معاقة كيف تعبر عن الفرح والسعادة والتفاؤل وفى مجتمعنا شريحة كبيرة من النساء للأسف مبصرات واعيات منعمات يغرقن فى وحل الفراغ والاحباط والكآبة ويهولن المشاكل الصغيرة ويبالغن فى التذمر والشكوى,

ما الفرق بينهما وبين هذه المرأة العظيمة ؟

الفرق انها كانت تعيش ضمن هدف ورسالة وقررت أن تهزم العالم المجهول وتدخل عالم الادراك وجسدت فى صراعها كل مثل العزيمة والارادة والصمود والقوة

فكانت ارادتها الصلبة سلاحها الوحيد كى تنتصر على اعاقتها وضعفها وعتمة حياتها .


فلو أن هذه الشاكية المكتئبة نظرت بعين البصيرة الى قواها الداخلية , والكنوز المختبئة فى باطنها وينابيع الخير الغائرة فيها لبددت عن عينها الغشاوة الضبابية ولأبصرت الحياة حولها بشكل وردى متفائل وسعيد ,

ولشكرت ربها على انها تعيش حياة تحسدها عليها الكثيرات , وأما المجالس العاطلة فى المقاهى والتسكع فى الاسواق لن تزيدها الا استغراقا فى الفراغ والكآبة فلا تظن أن هذه الرفاهية المسطحة تستأصل ورمها الداخلى,

اللهم الا التغير الجذرى لأفكارها ... لأهدافها .. لبرنامجها فى الحياة , للتعبير العميق فى الداخل حتى تنتصر على كآبتها وضعفها مصداقا لقوله عز وجل

<< ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم >>


منقول

شكرا لك عل موضوع رائع جداا بمعنى الكلمة
مرسي